• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

قراءة في رواية " حجر الكحل " لمحمود توفيق حسين

علي حسن فراج


تاريخ الإضافة: 12/5/2013 ميلادي - 2/7/1434 هجري

الزيارات: 6262

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قراءة في رواية "حجر الكحل"

لمحمود توفيق حسين


مَن يُطاِلع الرواية الماتعة "حجر الكحل"؛ للأديب الأستاذ "محمود توفيق حسين"، يجد أنها تُحْفة فنيَّة، لمْلَم فيها توفيق بصماته المُتناثِرة في قصصه القصيرة؛ فجاءت على هذا النحو من الإبداع والجمال.

 

نجح المؤلف في حبْكِ روايته، وتزويقها، وبهرجتها؛ بحيث تُجبِر مَن يُطالِعها على الوقوع في أسْرها والتفاعل معها، وبحسب تَجرِبتي الشخصية، فقد تمكَّن "توفيق" باقتدار من أن يُرقرِق الدمع في عيوني في مشاهد عدة، منها: طرْد "صابرة" وابنها من النجع، ووصيتها لولدها بالأخذ بالثأر، لكن الرقرقة تحوَّلت إلى بكاء في مشهد غارة "عاصم" على النجع وتمكُّنِه من أهله ومواجهته إخوته بفعلتهم الشائنة معه ومع أمه "صابرة"، وتذكَّرتُ نفسي وأنا أقرأ "العبرات"؛ للمنفلوطي أيضًا، تَملَّكني القلقُ والخوف على مصير "صابرة" و"عاصم" و"الشيخ عثمان" في رحلتهم إلى القاهرة بعد طرْدهم من النجع، الأدهى من ذلك أن ينجح "توفيق" في تصوير مأساة "عاصم" للدرجة التي لا تَجلُب فقط تعاطُفي معه؛ بل تجعلني أتوجَّس من أن يستجيب "عاصم" لوعظ "حسان" و"الشيخ الأزهري" في الطريق، ويتحلَّى بالعفو والصفح، ويرجع دون أن يأخذ بثأره!

 

أعمَلَ "توفيق" موهبتَه في تصوير الأماكن تصويرًا دقيقًا، كعادته، وأتقنَ رسْم اللوحات الفنية في روايته، وكأنه يُمسِك بفرشاة يرسُم بها.

 

ولم يُغفِل الكاتب أهمية "المفاجأة"، وكتمِ بعض الأمور عن القراء، فلا يعرفون بها إلا حيث يريد صاحب الرواية؛ كي لا يتوقعوا الأحداث أو النهاية، وقصة "حسان" صاحب "عاصم" الذي اتَّضَح أنه عمٌّ لعاصم وابنٌ لـ "سعد" الذي يطلب عاصم الثأر منه، جاءت مُوَفَّقَة جدًّا، ومشوِّقة جدًّا ، ومن جانبي، لم أتوقَّعها!

 

كما نجح المؤلف أيضًا في سرْد الحوارات العامية بين شخصيات القصة بلغةٍ عربية جميلة، لم تستسلم للمصطلحات والألفاظ العامية؛ فتنقُلها بعاميتها كما هي، ولم تُخرجها أيضًا عن رَونقها العامي الذي قيلت فيه إلى لغة فصحى لا يمكن أن يتكلَّم بها العامّيون، بل هي لغة عامّية من حيث الاستخدام، لكنها عربيَّة من حيث اللغة وقانونها، ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فلغة "محمود توفيق" لغة أدبيَّة رائقة، حتى في كتاباته المقالية والنقدية.

 

وفي "حجر الكحل" أيضًا: اهتمامٌ واضحٌ بالصراعات الداخلية لشخصيات الرواية، وتصويرٌ دقيقٌ للمعارك المُعتملة داخل النفوس، والتي قام المؤلف بالتنقيب عليها حتى وصل إليها واستخرجها لنا.

 

كنت أتمنَّى أن تَزيد جرعة "الحِكَم" و"العِبر" و"خلاصة تجارِب الحياة" على لسان شخصيات الرواية، وقد أفادنا الكاتب بطَرفٍ من ذلك على لسان أبطاله.

 

والخلاصة:

أن هذه الرواية - كما ذكرتُ في فاتحة الكلام -: عملٌ فنيٌّ مبدعٌ من قلم موهوب، يستحقُّ صاحبه كل الاحترام والتقدير، والتشجيع على ألا يبخل على القراء بأن "يُخاوي" ابنته البكر، بأخت لها على نفس القدر من الحُسْن والجمال.

 

لكن تبقى مشكلة "توفيق" أنه لا يُضَمِّن إنتاجه الأدبي ما يَكفُل له الرواج الإعلامي والشهرة العريضة بمقاييس زماننا؛ لأنه لا يريد أن يدفع قربان الشهرة الذي يُقدِّمه جمهور "اللامعين" عندنا في دنيا الأدب والثقافة، ألا وهو التنكر للدين والتراث، وثلْمِهما بين الفينة والأخرى بين ثنايا القصص والروايات، مع الدوران في فلك الثقافة الغربية والتبشير بقيمها ومبادئها، وهو الشرط العرفي، غير المكتوب، الذي تشترطه المؤسسات الثقافية والإعلامية التي تعطي الجوائز، أو تدفع بالموهوبين إلى عالم الشهرة والنجومية!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة